تشهد مدينة الدوحة حالياً أهم مؤتمر يعقد على أرضها وهو مؤتمر الخليج الخامس للمياه ويأتي تنظيم هذا المؤتمر الهام في وقت تشهد فيه منطقتنا الخليجية والعربية بل والعالمية نقصاً حاداً في المياه العذبة والنظيفة الخالية من أي أنواع التلوث والشوائب بل الأدهى والأمر من ذلك أن من أجل هذا الموضوع تقام الحروب والمنازعات للحصول على نقطة ماء نظيفة فلله الحمد فقد حبانا الله بنعمه الكثيرة ومنها الماء وهو سر الحياة على هذا الكوكب فالدولة لم تقصر في توفير الاحتياجات اللازمة من هذه المياه للمواطنين والمقيمين على أرضها فقد عملت العديد من محطات التحلية التي تكلف الملايين من الريالات لتحلية لتر واحد ليصل إلى المنازل بكل يسر وانتظام
لذا يجب علينا نحن كمواطنين ومقيمين على هذه الأرض الطيبة أن نرعى هذه النعمة الغالية وان نستهلك ما نريده من حاجاتنا اليومية وهنا لا بد من مشاركة الأسرة والمدرسة في نشر الوعي لدى أبنائهم بأهمية هذه النعمة رغم أننا نعاني من شح الأمطار وقلة مصادر المياه الجوفية التي كانت تزودنا في الماضي علماً بأن المصدر الوحيد لدينا الآن من المياه عن طريق محطات التحلية والتي تقوم بتحلية مياه البحر إلى مياه عذبة علماً بأن مياه الخليج العربية محاطة بكثير من المصانع ويعتبر الخليج ممراً مائياً ودولياً تمر به السفن المحملة بجميع المواد سواء الغذائية أو الكيماوية أو النفطية حيث قد يتعرض من حين إلى آخر إلى أي حدث بيئي يلوث مياهه0
فالماء هو أحد العناصر الأساسية للحياة فهو ضروري للإنسان والحيوان والنبات على حد سواء وهو مادة كل خلق وقد وصفه الله سبحانه وتعالى في عدد كبير من السور في القرآن الكريم ويعد الماء من أهم العناصر الحيوية للبيئة ، فمياه البحر تشكل 94% من المياه في العالم والمياه العذبة 6% وتمثل الأنهار الجليدية 17% من المياه العذبة و72% مياه جوفية ويبقى 1% من المياه العذبة في الغلاف الجوي أو مياه المجاري المائية أو البحيرات في أي وقت من الأوقات وجدير بالذكر أن الطلب على المياه زاد بنسبة كبيرة من 789مليون متر مربع إلى 149بليون متر مربع خلال العشر سنوات الأخيرة
والسؤال هنا : أي موقعنا نحن من هذه الكرة الأرضية بالنسبة لنسبة المياه التي نستغلها ؟
فأصبحت قضية المياه تفرض نفسها في السنوات الأخيرة كواحدة من المشاكل الكبرى التي يواجهها العالم أجمع وأصبحت تثير قلقاً واضحاً لدى السلطات المختصة فأولت العديد من الدول العالم والمنظمات المختصة السياسات الخاصة بتوفير المياه والحفاظ عليها من الهدر والتلوث الأهمية الكبرى
إذن هل سيحقق مؤتمر الخليج الخامس للمياه المقام على أرض قطر الطيبة احتياجات الدولة من المياه عن طريق الدراسات والبحوث التي تم تقديمها بالمؤتمر أم أن كل هذه التوصيات والأوراق سوف توضع في الأدراج ؟
وأختتم مقالي هذه بالآية الكريمة (وأنزلنا من السماء ماء بقدر فاسكناه في الأرض وأنا على ذهاب به لقادرون " صدق الله العظيم